الاحداث- وسط تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، تزداد المؤشرات على احتمال تدخل أميركي مباشر في الصراع، ما يعيد إلى الواجهة الحديث عن منشأة “فوردو” النووية، إحدى أكثر المنشآت الإيرانية تحصينًا، والتي قد تصبح هدفًا رئيسيًا في أي ضربة عسكرية تقودها الولايات المتحدة.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن منشأة “فوردو”، الواقعة قرب مدينة قم وعلى عمق 90 مترًا تحت الأرض، تمثل أولوية استراتيجية للضربة الأميركية المحتملة، نظراً لاحتوائها على يورانيوم مخصب بدرجات عالية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد صرّح مؤخراً بأنه سيتخذ قرارًا بشأن شن هجوم على إيران خلال أسبوعين، بينما بدأت أصول عسكرية أميركية بالتحرك نحو الشرق الأوسط، في ظل مؤشرات إلى تصعيد وشيك.
من جهتها، نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن الهجوم المحتمل يهدف إلى تدمير البنية التحتية في “فوردو”، بما في ذلك أجهزة الطرد المركزي ومخزون اليورانيوم، مشيرة إلى أن العملية قد تُنفذ باستخدام قاذفات “B-2” الشبح الأميركية القادرة على حمل القنبلة “GBU-57” الخارقة للتحصينات.
هل يؤدي القصف إلى انفجار نووي؟
تؤكد الصحيفة الإسرائيلية أن احتمال وقوع انفجار نووي ضئيل للغاية، لأن “فوردو” لا تحتوي على قنابل نووية جاهزة، ولا تتوفر فيها الأنظمة المطلوبة لتفعيل انفجار انشطاري. إلا أن القصف قد يؤدي إلى تسرب إشعاعي، في حال أصابت القذائف مناطق تخزين المواد النووية.
وتحذر التقارير من إمكانية انتشار جزيئات مشعة في الهواء، قد تنتقل بفعل الرياح إلى المناطق المحيطة، مسببةً أضرارًا صحية محتملة مثل السرطان أو أمراض الكلى والمناعة.
مدى الخطر
وتقع “فوردو” على مسافة عشرات الكيلومترات من مدينتي قم وطهران، ولا يُتوقع أن يصل التلوث الإشعاعي إلى هذه المدن في حال بقيت الظروف الجوية مستقرة. غير أن الرياح القوية أو المتغيرة قد تؤدي إلى انتقال الجزيئات المشعة إلى مناطق غير متوقعة، ما يزيد من المخاوف على الصعيدين الصحي والبيئي.
في المحصلة، تبقى منشأة “فوردو” في مرمى التصعيد، وقد تشكل نقطة تحوّل حساسة في حال قررت الولايات المتحدة الدخول مباشرة في المواجهة إلى جانب إسرائيل