Search Icon

أورتاغوس: لا تضيِّعوا الفرصة
لم يصدِّق

منذ 15 ساعة

من الصحف

أورتاغوس: لا تضيِّعوا الفرصة
لم يصدِّق

الاحداث-  كتبت صحيفة نداء الوطن تقول:"أمس أيضًا، أثبت المجلس النيابي أنه سيِّد نفسه وليس رئيس المجلس سيده. خمسةٌ وستون نائبًا قالوا للرئيس نبيه بري: "صَدِّق أنكَ لا تستطيع أن تُصدِّق من دوننا". لم يستطِع رئيس المجلس أن يضرب بمطرقتِه ويقول"صُدِّق"، فطارت الجلسة للمرة الثانية، وأثبتت المعطيات أن الرئيس بري يستطيع أن يُخرِج أرانب من كمّيه، لكن لا يستطيع أن يجمع أكثرية على ما هو باطل.

أمس انتفض النواب على رئيسهم الذي على رغم كل ثقلِه وضغطه، لم يستطِع حشد خمسة وستين نائبًا ليفتتح الجلسة، فكان الخمسة والستون مخالِفين لموقفه، ولم يُراعِه سوى سبعة وخمسون نائبًا، هم ما تبقى له من "أرانب".

وفي حسابات المنتصرين والخاسرين في هذه المعركة الضروس، سجَّل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع هدفًا ثمينًا في مرمى رئيس المجلس، من خلال نجاحه في حشد الاعتراض على رفض الرئيس بري طرح التعديلات على قانون الانتخابات، ولاقت جهود الدكتور جعجع جهود قامت بها أكثر من جهة.

 

ماذا جرى؟ 

مصادر نيابية واكبت عن كثب ما جرى من اتصالات سبقت الجلسة، كشفت أن هذه الاتصالات كانت بدأت يوم الجمعة بين النواة الصلبة للمعارضة والمؤلفة من "القوات" و"الكتائب" وبعض المستقلين وبعض نواب التغيير والأحد ليلًا استُكمِلت الاتصالات إلى حد الوصول إلى مسألة كتلة الاعتدال، وعلى عكس ما يشاع وما يحاول البعض الحديث عن ضغوط خارجية، فإن المصادر تكشف أن العملية كانت محلية بامتياز، واستكملت "القوات" اتصالاتها لإنضاج موقف معين. 

وتتابع المصادر أن ما حصل شكَّل نقطة تحول في مقاربة المسائل السياسية لأن لا إمكان للاتجاه إلى مرحلة جديدة في إدارة الملفات بأدوات قديمة، فدور الحكومة أن تأخذ مشروع القانون الذي قدَّمه وزير الخارجية يوسف رجي على محمل الجد وأن يتم بته في جلسة مجلس الوزراء، وعلى النواب الذين حضروا الجلسة الاتعاظ مما جرى والانسجام مع القواعد الشعبية، فالتحولات الاستثنائية في المنطقة تتطلب قرارات استثنائية من النواب.

وفي موضوع عدد النواب الذين دخلوا الجلسة، تكشف المصادر النيابية أن العدد كان سبعة وخمسين نائبًا، فيما خمسة نواب كانوا في حرم المجلس، وكانوا مستعدين للدخول إلى الجلسة لو أصبح العدد واحدًا وستين، لكن العدد لم يصل إلى ذلك وبقي سبعة وخمسين، ما جعل النواب الخمسة يبقون خارجًا، وهذا التدقيق ينفي أن يكون العدد بلغ اثنين وستين نائبًا داخل القاعة. 

هكذا نجحت الأكثرية النيابية المؤيدة لمنح المغتربين الحق بالتصويت لـ 128 نائبًا، في تعطيل نصاب جلسة التشريع وقد رفعها الرئيس نبيه بري إلى موعد لم يحدد.

 

أورتاغوس جولة ولا كلام

دبلوماسيًا، حركة ناشطة باتجاه بيروت، الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، جالت على الرؤساء الثلاثة، فالتقت رئيس الجمهورية جوزاف عون يرافقها القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان كيث هاننغان والمستشار السياسي في السفارة ماثيو توتيلو. في اللقاء أكد الرئيس عون "ضرورة تفعيل عمل لجنة "الميكانيزم" لا سيما لجهة وقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على لبنان وتطبيق القرار 1701 في الجنوب لتمكين الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية الجنوبية". كما شدد على"ضرورة تمكين المواطنين الجنوبيين من العودة إلى منازلهم وترميم المتضرر منها خصوصًا مع اقتراب فصل الشتاء".

وكانت الموفدة الأميركية بدأت جولتها بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، والتقت رئيس الحكومة نواف سلام.

 

الموفدة الأميركية: "الحزب" يخرق الاتفاق 

وعلمت "نداء الوطن" أن جولة أورتاغوس على المسؤولين ركزت على الوضع الأمني المقلق، وأشارت إلى أن استمرار الوضع في لبنان على هذا الشكل غير مفيد وتجب معالجته وهناك رغبة أميركية بالحل، ودعت لبنان إلى الاستفادة من الزخم الأميركي مثلما حدث في غزة ويحصل في سوريا. وشددت على أن خيار الرئيس ترامب هو الذهاب نحو سلام شامل وهذه الفرصة متاحة للبنان ويجب عدم تضييعها، وعلى لبنان الّا يكون خارج مركب السلام. 

ونقلت أورتاغوس خشية إسرائيل من تحركات "حزب الله" وإعادة بناء قدراته، وأشارت إلى أن إسرائيل قلقة من هذا الموضوع لأن "الحزب" يخرق وقف إطلاق النار وإذا لم تعالج الدولة مسألة تحركات "الحزب" فهذا يعرض الوضع للاهتزاز، بينما تريد واشنطن استمرار الهدنة.

وأشارت أورتاغوس إلى تفعيل عمل الميكانيزم ودعمها والاستعداد لتفعيل نشاطها وتطويره كما استمرار واشنطن في دعم الجيش اللبناني.

وعن لقاء الرئيس عون وأورتاغوس، أوضحت المصادر أن الجو التصعيدي الذي أثير في الإعلام غير صحيح وتخلل اللقاء عرض للأفكار ولا شيء نهائيٌ، وكان هناك موقف من المسؤولين اللبنانيين، إذ أكد الرئيس عون جهوزية لبنان للمباشرة بمفاوضات غير مباشرة وبرعاية واشنطن، وتحدث عن الخروقات الإسرائيلية واستمرارها باحتلال أراضٍ لبنانية ومنعها الجيش من الوصول إلى الحدود مما يؤخر تطبيق القرار 1701.

 

مصر على خط المساعي

في موازاة جولة أورتاغوس، رئيس المخابرات المصرية في بيروت. اللواء حسن رشاد اجتمع برئيس الجمهورية فوضعه في جوّ الجهود التي تم القيام بها في غزة وأبدى استعداد مصر للمساعدة في إرساء الاستقرار في لبنان. كما جدد التأكيد على دعم مصر للبنان. وحمّل الرئيس عون رشاد تحياته إلى الرئيس السيسي، شاكرًا الدعم الذي تقدمه جمهورية مصر العربية للبنان في المجالات كافة، مرحبًا بأي جهد مصري للمساعدة في وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وإعادة الاستقرار إلى ربوعه".

وبحسب معلومات "نداء الوطن" أن اللواء رشاد تحدث عن زيارته إلى إسرائيل ولقائه المسؤولين الإسرائيليين، لكنه لم يحمل مبادرة كاملة، بل أكد استعداد بلاده لتقريب وجهات النظر ولعب دور في المفاوضات بين لبنان وإسرائيل إذا أراد لبنان ذلك، خصوصًا أن الوضع على الأرض خطير ولا تريد القاهرة انفجاره.

 

الموفد السعودي تأجيل لا إلغاء

وليس بعيدًا، تؤكد معلومات "نداء الوطن" أن زيارة الموفد السعودي يزيد بن فرحان إلى لبنان لم تلغ بل تأجلت، لكي تتضح الصورة خصوصًا في موضوع المفاوضات وكي تكون الزيارة مثمرة وتحمل جدول أعمال واضحًا بعد متابعة سعودية حثيثة للملف اللبناني وملفات سوريا وغزة والمنطقة.

 

الجيش يسلك طريقًا وعرًا 

في الموازاة، قال مصدران لـ "رويترز" إن الجيش اللبناني فجّر عددًا كبيرًا من مخازن أسلحة "حزب الله" لدرجة أن المتفجرات التي بحوزته نفدت، وذلك في وقت يسابق فيه الزمن للوفاء بمهلة تنتهي نهاية العام لحصر السلاح بيد الدولة. وقال المصدران، وأحدهما أمني والآخر مسؤول لبناني، إن النقص في المتفجرات، الذي لم تفد أي تقارير به من قبل، لم يمنع الجيش من تسريع وتيرة مهام التفتيش للبحث عن أسلحة مخبأة في الجنوب.

وقال أحد المصدرين ومسؤولان آخران مطلعان على أنشطة الجيش إن الجيش يكتفي الآن بإغلاق المواقع التي يعثر عليها بدلًا من تدميرها لحين وصول دفعات أميركية من العبوات الناسفة وغيرها من المعدات العسكرية.

وأفاد المسؤولان الآخران المُطلعان بأن عمليات التفتيش أسفرت عن العثور على تسعة مخابئ أسلحة جديدة في أيلول وتم أيضًا إغلاق عشرات الأنفاق التي كانت الجماعة تستخدمها، ويجري تجنيد المزيد من الجنود للانتشار في الجنوب. لكن التقدم في بقية أنحاء البلاد يبدو أنه غير مؤكد بنفس القدر.

وقال مسؤول لبناني ثانٍ قريب من "حزب الله" ومصدران أمنيان إنه رغم التقدم الذي أحرزه الجيش، فإنه يريد تجنب تأجيج التوتر وكسب الوقت للسياسيين اللبنانيين للوصول إلى توافق في الآراء بشأن ترسانة الجماعة في أجزاء أخرى من البلاد .