الاحداث- كتب سمير سكاف*
تسقط الانسانية في زمن المجاعات! ولكن سقوطها يكون مدوياً في زمن "التجويع"!
تسقط العروش والتيجان والرئاسات والنوايا الحسنة في زمن يكون سلاح الإبادة "تجويع" شعب كامل على مرأى ومسمع من الجميع!
أطفال غزة الذين لم يموتوا أشلاءاً بسقوط صاروخ أو قذيفة يموتون "تجويعاً"!
غير دقيق، كي لا يُقال "غير صحيح" توصيف الأمم المتحدة أن ما يجري في غزة هو مجاعة! إنه "التجويع"!
والفرق أن المجاعة تكون نتيجة فقدان الطعام ولأسباب قد تكون طبيعية كالجفاف أو ضرب المحصول الغذائي أو نتيجة كارثة طبيعية ما... ولكن "التجويع" هو "جريمة منظمة" و"جريمة ضد الانسانية"!
أصبح موت الأطفال في غزة مجرد رقم في عداد الشهداء!
وبمعزل عن الحديث السياسي، وبمعزل عن الجرائم الاسرائيلية "غير العادية"، والتي تحولت الى جرائم "عادية"! وبمعزل عن بطولة حماس بالنسبة للبعض أو عن أخطائها منذ 7 أكتوبر بالنسبة للبعض الآخر، وبمعزل عن مستقبل غزة ونية الرئيس الأميركي دونالد ترامب ب "أخذها"، لأنه قادر على ذلك... بمعزل عن كل ذلك... أطفال غزة يموتون "تجويعاً"! وهذه جريمة لا يمكن تبريرها!
لا في الحرب الروسية - الأوكرانية، ولا في الحرب الاسرائيلية - الإيرانية جرى استعمال السلاح النووي. وهو أمر جيد جداً. ولكن ما هو سقف الحروب؟ ولماذا تجنب السلاح النووي ممكن وتجنب "التجويع" غير ممكن؟!
أي مشهد أصعب: مشاهدة طفل يموت "تجويعاً" أم مشاهدة عالم "عاجز" "يتفرج عليه"؟!
ما هو أكيد، أن العالم سوف يحتاج الى عقود طويلة ليغفر لنفسه هذه الجريمة!
*محلل سياسي، وخبير في الشؤون الدولية