الاحداث - حذّرت جمعيّة الأرض – لبنان من خطورة أي نشاط يُنفَّذ في محيط صخرة نهر الكلب، معتبرة أنّ الاعتراض أو تقديم الشكاوى في هذا الإطار «ليس تعطيلًا ولا مبالغة»، بل واجب يُمليه الطابع الفريد لهذا الموقع التاريخي والبيئي.

وأوضحت الجمعية أنّ مواقع من هذا النوع تحمل قيمة استثنائية تستوجب الالتزام الدقيق بالضوابط المحليّة والدوليّة، مؤكدة أنّ احترام القوانين والاتفاقيات ليس خيارًا يمكن تجاوزه، بل مسؤولية تُحافظ على إرث لا يتكرّر وتضمن استدامته للأجيال المقبلة.

ولفتت الجمعية الى أن موقع صخرة نهر الكلب يُعدّ من أبرز الشواهد التاريخية في لبنان والعالم، وقد أُدرِج رسميًا على سجلّ “ذاكرة العالم” لدى اليونسكو كما أُدرج على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي، لكونه يضمّ 22 لوحة ونقشًا أثريًا محفورًا بأكثر من ثماني لغات، توثّق مرور حضارات وجيوش متعاقبة على مدى أكثر من ثلاثة آلاف عام. وهو الموقع الوحيد عالميًا الذي يجمع هذا العدد من النقوش المتتالية في مكان واحد.

محليًا، يُصنَّف الموقع ضمن نطاق حماية وزارة الثقافة وفق قانون الآثار، كما يُعدّ منطقة «عالية الحساسية البصرية» بحسب الخطة الشاملة لترتيب الأراضي اللبنانية، ما يفرض قيودًا صارمة على أي تدخل عمراني أو نشاط قد يغيّر في المشهد الطبيعي أو يمسّ قيمته التراثية.

وختمت الجمعية مؤكدة أنّ حماية صخرة نهر الكلب مسؤولية جماعية وعلى الجهات الرسمية والخاصة الالتزام الكامل بالقوانين، واحترام حساسيّة المكان وعدم تنفيذ أي نشاط قد يهدّد قيمته التاريخيّة والإنسانيّة أو يشوّه المشهد الذي يشكّل أحد أهم الشواهد الحضارية في المنطقة.