Search Icon

ما تفاصيل عملية البيجرز؟! وهل اغتيل السيد حسن نصرالله بالبيجرز؟!

منذ 7 ساعات

أقلام حرة

ما تفاصيل عملية البيجرز؟! وهل اغتيل السيد حسن نصرالله بالبيجرز؟!

الاحداث- سمير سكاف *

انتهى حزب الله عسكرياً في لحظة واحدة!

كان ذلك في لحظة تفعيل تفجير أجهزة النداء "البيجرز" عند الساعة 3:30 عصراً بتوقيت بيروت في يوم الثلاثاء في 17 أيلول 2024!

هذه اللحظة، كانت بداية نهاية أكيدة لقوة عسكرية كبيرة لحزب الله إنطلق بنيانها منذ العام 1982. هذه اللحظة أعلنت لحزب الله أن "اللعبة" قد انتهت: Game Over. وأن الباقي تفاصيل!

عاش السيد حسن نصرالله لحظة عملية البيجرز الإحباط الأكبر، إن كان بحسب رواية نجله جواد نصرالله، أو بحسب رواية قياديين في العملية في الموساد الاسرائيلي في مقابلتهما مع برنامج "60 دقيقة" الأميركي الشهير.

المقابلة الأميركية، كانت قد كشفت عن تفاصيل مثيرة حول كيفية التخطيط لهذه العملية المعقدة على مدار سنوات، وكيف تمّ خداع حزب الله لإدخال هذه الأجهزة المفخخة إلى صفوفه.

أدرك السيد حسن نصر الله بعد عملية البيجرز،  أنه أقترب من نهايته الشخصية! 

*السيد حسن نصرالله ودع زوجته والجميع بعد عملية البيجرز!*

وقد أعلن جواد نصرالله عن ذلك في مقابلتين له مع تلفزيون الجديد وتلفزيون المنار.

واعتبر جواد نصرالله في مقابلة مع المنار أنه يوجد حسن نصرالله قبل البيجرز، ويوجد حسن نصر الله بعد البيجرز! 

ويقول جواد نصرالله أيضاً إن كل من رأى السيد حسن نصرالله في أيامه الأخيرة شعر أنه يقوم بتوديعه!

أدرك السيد نصرالله بعد عملية البيجرز أن اغتياله شخصياً بات قريباً، وأن الجيش الإسرائيلي سينجح باغتياله! وكأن عملية البيجرز قد اغتالته شخصياً!

فقد قام السيد حسن نصرالله بتوديع زوجته في لقائهما الأخير، بحسب ابنه جواد، بالقول "نحن منستودع، هاي آخر مره بتشوفيني، ما عاش نلتقى!" وكان يومها بالفعل هو اللقاء الأخير بينهما!

اغتيال السيد حسن نصرالله جرى في غرفة العمليات العسكرية حيث كان يدير المعركة.

ويقول جواد نصرالله أيضاً إن والده دخل مرحلة اكتئاب كبير منذ اغتيال رفيقه القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر!

*الموساد عرف بأجواء نصرالله لحظة التفجير!*

رواية عملاء الموساد في الحلقة الاميركية أوحت أن عميلاً واحداً على الأقل كان متواجداً مع السيد حسن نصرالله لحظة تفجير البيجرز، أو أن هذا العميل، إن لم يكن متواجداً في الغرفة نفسها، استطاع معرفة ما جرى مع السيد نصرالله. ونقل أجواء نصرالله المكتئبة للموساد الاسرائيلي!

وقامت اسرائيل بعمليات تكريم عديدة خلال السنة الماضية لفريق الموساد الذي خطط للعملية خلال سنوات ونجح في تنفيذها بشكل كبير!

ارتكب الموساد أخطاءاً كثيرة، خاصة في عدم معرفته، أو بعدم تقديره لهجوم طوفان الأقصى في 7 أوكتوبر 2023. ولكنه نجح نجاحاً هائلاً في تنفيذ عمليتي تفجير البيجرز واللاسلكي!

وهو إذا كان نجح في عمليتي تفجير البيجرز واللاسلكي فيعود ذلك الى حجم الميزانية الضخمة جداً التي خُصصت للعمليتين والى الخطة الموضوعة والى المجال الزمني الكبير جداً الذي تمّ اعتماده، من دون حرق الوقت أو المراحل. وحتى أن إمكانية تفعيل العمليتين كان يمكن أن تحصل قبل 17 أيلول/سبتمبر بوقت طويل. ومع ذلك، فالموساد لم يقم بذلك، حتى ما اعتبره اللحظة المناسبة!

واللحظة المناسبة بحسب الموساد، كانت بعد فترة "طويلة" على بداية الغارات والتدمير، ولم تكن في أيام الحرب الأولى!

*أسرار المقابلة على برنامج 60 دقيقة الأميركي*

​برنامج "60 دقيقة" (60 Minutes) الأمريكي عرض مقابلة حول عملية تفجير أجهزة "البيجر". وفي التفاصيل،
- لم يتم عرض مقابلة مع قائد عملية واحد بشكل علني. بل قام البرنامج بمقابلة اثنين من عملاء الموساد السابقين الذين شاركوا في التخطيط والتنفيذ للعملية.
- ​ظهر العملاء ملثمين، وتمّ تشويه أصواتهما، واستخدما اسمين مستعارين هما "مايكل" و "غابرييل".
- ​ما تمّ الكشف عنه في المقابلة:
1 - ​أوضحوا أن العملية بدأت قبل أكثر من عقد من الزمن، ولم تكن مقتصرة على أجهزة "البيجر" فقط، بل بدأت أولاً بأجهزة اللاسلكي.
2 - ​ذكروا أنهم قاموا بإنشاء شركات وهمية، بما في ذلك شركة في المجر، لشراء وتعديل الأجهزة من شركة "غولدن أبولو" التايوانية.
3 - ​أكدوا أن الأجهزة المعدلة كانت تحتوي على متفجرات داخل بطارياتها، وأنهم قاموا باختبارها للتأكد من أنها ستؤذي الشخص الذي يحملها فقط، وليس من حوله.
4 - ​أشاروا إلى أن الهدف لم يكن بالضرورة القتل، بل إحداث إصابات خطيرة (مثل فقدان اليدين أو العينين) لخلق رادع نفسي.
5  - ​وصفوا كيف أن هذه العملية أثرت على معنويات حزب الله وقائده السابق حسن نصر الله، حيث بدا في خطاب لاحق "مهزوماً" في نظرهم.

عملية تفجير البيجرز غيّرت بالتأكيد من مفهوم العمل المخابراتي في العالم، ومن مقاربة موازناته. وهي أعطت اسرائيل تفوقاً نوعياً في الحرب على حزب الله وعلى لبنان!

غداة عملية البيجرز جاءت عملية تفجير اللاسلكي، وبعدها عملية قتل الأمين العام لحزب الله وقائده التاريخي السيد حسن نصرالله بغارات هائلة، ولاحقاً عملية قتل الأمين العام المنتخب لحزب الله السيد هاشم صفي الدين... مع استعمال اسرائيل للمعلومات الثمينة التي كان يوفرها على الأرض عملاء الموساد في لبنان، وخاصةً في أوساط حزب الله وقيادته، أو المقربين منها.

أسقطت عملية البيجرز، وبعدها اللاسلكي، حزب الله بتعطيل قدرات الآلاف من قياداته العسكرية ومن مقاتليه. 

وإذا كان حزب الله يعمل بمجهود كبير لاستعادة توازنه العسكري والمالي على وجه الخصوص. إلا أن الفروقات في القدرات العسكرية مع العدو الإسرائيلي أصبحت هائلة.

وهو ما اعترف به الأمين العام "الجديد" الشيخ نعيم قاسم!

ومع ذلك، فإن معركة جديدة بين اسرائيل وحزب الله ستندلع مستقبلاً في زمن قريب، أو متوسط. وقد يكون ذلك بعد دخول مدينة غزة بالكامل!

والهدف الاسرائيلي من هذه الحرب سيكون القضاء على قدرات حزب الله العسكرية بالكامل! وهو ما سينعكس بالتأكيد على الوضع اللبناني بالكامل! 

ولكن حزب الله لن يتراجع وسيواجه، بحسب عقيدته وأسلوبه. سيواجه حتى النهاية، للوصول "إما الى النصر وإما الى الموت"! وهو يعتبر نفسه منتصراً في كلتي الحالتين!

*كاتب ومحلل سياسي