Search Icon

المسؤولون العائدون من واشنطن: لا حرب على لبنان... وارتياح لدور الجيش
الشيباني في بيروت ولم يزر عين التينة
الأحزاب أطلقت ماكيناتها الانتخابيّة... سلام يدعم «التغييريين» و«القوات» مُمتعضة

منذ 4 ساعات

من الصحف

المسؤولون العائدون من واشنطن: لا حرب على لبنان... وارتياح لدور الجيش
الشيباني في بيروت ولم يزر عين التينة
الأحزاب أطلقت ماكيناتها الانتخابيّة... سلام يدعم «التغييريين» و«القوات» مُمتعضة

الاحداث-  كتبت صحيفة "الديار" تقول:"لا اجواء دولية وعربية وتحديدا اميركية، توحي بحرب اسرائيلية جديدة على لبنان في المدى المنظور او خلال الاشهر المقبلة. فمعظم المسؤولين الذين زاروا الولايات المتحدة الاميركية مؤخرا، عادوا بأجواء تناقض كليا بعض التسريبات والتحليلات المحلية عن حرب اسرائيلية وشيكة على لبنان. واكد العائدون امام زوارهم «لم نسمع اي كلام من اي مسؤول اميركي على حرب اسرائيلية جديدة على لبنان، وكل ما سمعناه اشادات بالجيش اللبناني ودوره، وارتياح لخطواته في تنفيذ المرحلة الاولى من عملية حصر السلاح في يد الدولة في جنوب الليطاني، ومنع نقل الاسلحة التابعة لحزب الله شمال الليطاني من مكان إلى آخر». وهذا الارتياح ترجم بتقارير ضباط اللجنة الدولية في الناقورة الى دولهم، بانتظار ما سيتضمنه تقرير الجيش عن تنفيذ المرحلة الاولى من عملية حصرية السلاح في يد الدولة، التي تنتهي اواخر العام.

ونقل الذين زاروا الولايات المتحدة اجواء عن تراجع الاهتمام الاعلامي بلبنان في الصحف الاميركية والاوروبية وحتى في الصحف الاسرائيلية، ولمسوا هذا الامر جيدا خلال اجتماعات الهيئة العامة للامم المتحدة، التي ركزت على غزة والحرب الروسية الاوكرانية، مما يوحي بان لبنان لم يعد أولوية في المدى المنظور، والحلول لمشاكله ستأتي من خلال جاذبية التطورات، التي ستلفح كل المنطقة بموافقة مصرية وتركية وقطرية وسعودية. وهذا ما يؤكد ان المرحلة الانتقالية لن تكون على «الساخن» مطلقا، ولبنان مقبل على مرحلة جديدة من الاستقرار، مغايرة للمرحلة التي سادت البلاد منذ العام 1975، والأمور بحاجة إلى سنة او سنتين كي تبدأ فعليا.

واكدت مصادر سياسية ان التسريبات عن حرب اسرائيلية ليست الا رغبات محلية، والأمور متجهة الى الهدوء، وحزب الله ليس انتحاريا، ويعرف ظروف المنطقة والتحولات الكبرى، ويتعاون مع الجيش اللبناني، الذي وسع انتشاره في الجنوب إلى 90%، ويبقى الاحتلال الاسرائيلي المشكلة والعقبة الكبرى امام الانتشار الشامل للجيش في كل الجنوب.

وتضيف المصادر، ان العلاقة بين الجيش اللبناني واهالي الجنوب ممتازة، وهناك ارتياح لدور الجيش وعمله في مساعدة الاهالي الذي نال ثقتهم، وتبقى المشكلة في غياب الحكومة ومؤسساتها. وسألت المصادر هل يعقل ان ترسل الحكومة مهندسين فقط لتقييم حجم الأضرار ومسح عمليات الدمار في الجنوب والضاحية وبعلبك، فيما حزب الله قدم اكثر من مليار دولار في الدفعة الأولى، وباشر الدفعة الثانية منذ اشهر لمساعدة الاهالي على أبواب فصل الشتاء، بالاضافة الى مساهماته في ترميم اكثر من 40 الف شقة حتى الآن.

واكدت المصادر ان هذه الاجواء لا تزيل ولا تبدد قلق المسؤولين من سياسات نتنياهو ومخططاته، وحاجته الى استمرار الاعتداءات وتوسعها، وتنفيذ المزيد من الاغتيالات قبل الانتخابات النيابية في «اسرائيل» منتصف تشرين الثاني 2026، وربما تذهب الامور الى انتخابات مبكرة بعد اتفاق غزة.

 

الشيباني في بيروت

حظيت زيارة وزير الخارجية السوري اسعد الشيباني، «الرجل الثاني في سوريا بعد الرئيس احمد الشرع ومهندس السياسات الداخلية والخارجية»، يرافقه وفد امني كبير، باهتمام المسؤولين اللبنانيين، رغم انه استثنى رئيس مجلس النواب نبيه بري من لقاءاته. وقد تناولت مباحثات الشيباني تطورات المنطقة بعد اتفاق غزة، والعلاقات بين البلدين، وملفات النازحين والحدود والتبادلات التجارية، وعمليات التهريب والمعابر غير الشرعية، والملفات الامنية والقضائية. كما تناولت بشكل اساسي موضوع المعتقلين. كما عقدت في السراي الحكومي لقاءات بين مدير عام الامن العام اللواء حسن شقير، ومساعد وزير الداخلية السوري اللواء عبد الحميد طحان، واجتماع آخر بين مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي، ورئيس المخابرات العامة السورية العميد حسن السلامة.

وفي معلومات مؤكدة، ان التباينات ظهرت بوضوح حول العديد من الملفات خلال مباحثات الشيباني، لكن الأمور تتطور بشكل ايجابي بين البلدين، والعلاقات حاليا افضل بكثير من الاشهر الماضية، وهناك لجان تتابع الملفات، لكنها لم تصل الى نتائج ملموسة في اي قضية، نتيجة عوامل كثيرة ابرزها تراكمات المرحلة الماضية، والثقة المفقودة بين الطرفين. وعلم ايضا ان الشيباني وجه دعوة للرئيس عون لزيارة سوريا، ووعد بتلبيتها بعد انجاز الملفات العالقة بين البلدين وتشكيل اللجان لحلها. وقد طالب عون بضرورة تعيين سفير سوري جديد في لبنان، كي تكون العلاقات من دولة الى دولة وضمن الاطر الديبلوماسية.

علما ان الرياض تؤدي دورا بارزا في تنقية الاجواء وإنجاز خطوات عملية بين البلدين، ويبقى اللافت ابلاغ وزارة الخارجية السورية وزارة الخارجية اللبنانية قرارها بإنهاء عمل المجلس الأعلى اللبناني السوري.

 

الاحزاب أطلقت ورشها الانتخابية النيابية

وفي ظل الاجواء الدولية الجديدة على المنطقة، ورياح التسويات الكبرى الآتية، فان جميع القوى السياسية تحاول تثبيت حضورها وزيادة احجامها، وتحسين مواقعها في «كعكة» السلطة، من بوابة الانتخابات النيابية المقبلة، التي حسم اجراؤها في ايار على القانون الحالي، وهذا ما اكد عليه الرئيس بري. في المقابل، تجمع مراكز الدراسات على استحالة تقدم فريق سياسي على آخر، مع بقاء وليد جنبلاط «بيضة القبان»، فكيفما «مال تميل دفة الاكثرية معه».

وفي المعلومات المؤكدة، ان جميع الاحزاب السياسية الكبرى بدأت ورش التحضيرات الجدية، واعطيت التعليمات للمباشرة باطلاق التحضيرات الانتخابية.

وفي المعلومات ايضا، ان التحالفات باتت واضحة جدا، فالثنائي الشيعي ومعه «التيار الوطني الحر» و «المردة» و «الاحباش» والاحزاب الوطنية، سيكونون على لوائح موحدة، وتجربة جزين البلدية بين «امل» و «التيار الوطني الحر» ستتكرر نيابيا. وفيما الاجواء الودية بين «الوطني الحر» و«المردة» تتعزز يوميا، فان تحالف «القوات» و «الاشتراكي» ثابت في الجبل وفي كل المناطق، وهناك مساع جنبلاطية حقيقية لضم «الكتائب» الى التحالف، لكن اللافت وحسب المعلومات المؤكدة، ان جميع القوى السياسية على مختلف مشاربهم مصممون على اجتثاث نواب «التغيير» من المعادلة النيابية، وهؤلاء بمعظمهم مدعومون من رئيس الحكومة نواف سلام، الراعي الرسمي لجمعية «كلنا ارادة».

 

يدخل الانتخابات الا من البوابة السعودية

ويبقى البارز، ان «تيار االمستقبل» حسم المشاركة اقتراعا وترشيحا في الانتخابات النيابية المقبلة، وسيخوض الاستحقاق من البوابة السعودية، في ظل معلومات مؤكدة عن مسعى مغربي لاعادة الود والتواصل بين الحريري والامير محمد بن سلمان. كما يقوم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باتصالات في هذا المجال، يضاف الى ذلك استحالة سيطرة السعودية على الشارع السني من دون سعد الحريري، الذي ما زال اللاعب الاول سنيا ووطنيا، وهذا ما اظهرته الانتخابات البلدية، وستوازي كتلته النيابية كتل الاقطاب السياسيين في البلد.

 

مساكنة بين عون وسلام ولا سلام بين عين التينة والسراي

العلاقات بين الرئيسين عون وسلام نحو المساكنة الاجبارية، رغم التوترات الدائمة وعدم وجود «كريزما» بين رجلين من مدرستين مختلفتين، لكنهما محكومان بالمساكنة لانجاح مسيرة العهد وعمل الحكومة. وبالتالي فان عون وسلام لا يريدان قطع شعرة معاوية بينهما، ويتولى المستشار الرئاسي جان عزيز زيارة السراي بشكل متواصل، وسيستمر العمل الحكومي تحت سقف «المساكنة» حتى الانتخابات النيابية، فيما العلاقة بين عين التينة والسراي «لم تركب بعد»، وهناك جدار من عدم الثقة بين الطرفين، وعندما تصل انتقادات الرئيس بري الى هذا المستوى تجاه الحكومة ورئيسها، وهو المعروف عنه حرصه على عدم إظهار الخلافات بين المسؤولين الى وسائل الإعلام، فهذا يكشف مدى ضيقه من ممارسات رئيس الحكومة، ومن النوادر السياسية منذ الطائف ظهور التباينات بين رئيسي المجلس والحكومة الى هذا المستوى في الاعلام .

وهذا الامر لم يحصل بين بري والمرحوم عمر كرامي، فيما العلاقة مع الشهيد رفيق الحريري كانت «سمن وعسل»، وممتازة مع سعد الحريري ونجيب ميقاتي وتمام سلام، وعادية مع حسان دياب، وسالكة مع فؤاد السنيورة، لكن العلاقة مع نواف سلام تسودها التوترات وعدم الراحة، حيث يتعامل سلام مع الثنائي بمنطق غير مفهوم بعد حسب مصادر الثنائي، التي تقول انه ما زال سلام متمترسا عند صخرة الروشة ويرفض مغادرتها، رغم ما يتعرض له البلد من اعتداءات اسرائيلية. هذا ما فاقم الخلافات والتوترات بين الطرفين مع استمرار الحملات على رئيس الحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي معلومات مؤكدة، ان الملاحظات على سلام وصلت الى «القوات» من بوابة امتعاضها من دعمه المطلق للنواب «التغييريين»، وجمعهم في السراي بشكل أسبوعي.